( يٌسمعنى كلمات ليست كالكلمات )
عندما سمعت هذه الكلمات لأول مرة أدركت معانى كثيرة كأنها
كانت العنوان المنتظر لكلماتى هذه , أو أنها كانت مفتاح سجن
حبيسه العجز عن التعبير غير أنى أجزم أنها بصيص ضئيل لنور الشمس
فى كهف القلوب الأشبه بالقبور , أدركت أن الحب سبب فى رقى
المشاعر والأحاسيس فيخرج أحلى وأعذب الكلمات فالإنسان قبـل
الحب شيء وعنـد الحب كل شيء وبعـد الحب لا شيء .
قبل الحب بشخصيته العادية وكلامه المعهود , عند الحب يرتقى
إلى مرحلة يخرج فيها من المشاعر والأحاسيس مالا يقدر على
وصفه أى شاعر , بعد الحب وانكساره يكون عاجز عن كل شئ
يكون مجرد حطام فى صورة إنسان .
فالحب تجربة وجودية عميقة تنتزع الإنسان من وحدته القاسية
الباردة لكي تقدم له حرارة الحياة المشتركة الدافئة , هى أيضا
تجربة إنسانية معقدة , وأخطر وأهم حدث يمر في حياة
الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده فيجعله
يشعر وكأنه ولد من جديد .
الحب هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة من
الأحلام والشعر والموسيقى لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات
الجميلة التائهة في أعماق الروتين اليومي الفظيع وكأنما هي
جنات من الجمال والبراءة والصفاء في وسط صحراء الكذب
والتصنع والكبرياء.
الحب كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم
فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته ولكن حين تلقي بنفسك
بين أحضانه لتبحث عن درره يغدر بك ويقذفك في أعماقه ثم
يقذف بك وأنت فاقد لإحساسك .
الحب هو شعور وإحساس يتغلغل في أعماقنـا الحب مرآة
الإنسان يعكس ما بداخلنا من عمق الوصف والخيال كأحلام
على ارض خرافية يلهينا عن الحاضر يشدنا ويجذبنا فيعجبنا
جبروته بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة بدونه .
الحب هو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق
آمالنا , هو سفينة بلا شراع تسير بنا إلى شاطئ الأمـان
هو سماء صافيه وبحراً هادئ وبسمة حانية يزلزل الروح والكيان
ويفجر بداخلنا ثورة البركان الخامد .
أخيراً الحب أسطـورة تعجـز البشريـة عـن إدراكهــا إلا لمن
صــدق في نطقهــا ومعناهـــا فهو يخاطبنــا ونخاطبــه
ويسعدنــا ونسعــده وهو عطـراً وهمساً نشعـر بسعادتـه إذا
صدقنـاه في أقوالنـا وأفعالنــا , بالحب تصبح الحياة جميلة لكي
نحقق أهدافــاً قـد رسمناهــا ولكن ما يقلق العاشقين فقط
هـــو غدر الزمان والفراق الذى لم يكن في الحسبــان .
*****************************
سندباد
