Google

أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح


أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سئل بن تيمية رحمه الله أيهما أنفع للعبد الاستغفار أم التسبيح ؟

فأجاب : إذا كان الثوب نقياً فالبخور وماء الورد أنفع

وإذا كان دنساً فالصابون والماء أنفع !

فالتسبيح بخور الأصفياء والاستغفار صابون العصاه

وقال رحمه الله عن الاستغفار

والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع

فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب فعليه بالتوحيد

والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص


******************************


فضل الاستغفار


قـال الله تعـــالي : ( فاعلم أنه لا اله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )

وقـال الله تعــالي : ( استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا *ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا )


قـال الله تعـــالي : ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون )

قـال الله تعـــالي : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله أن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم )

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( والله أني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة )

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنه حسنة )

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ( من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لهم ويرزق بهم أهل الأرض ) .


وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم )) : أنزل الله أمانين لأمتي :{ وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون } فإذا مضيت تركت فيهم الاستغفار إلي يوم القيامة ))

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم )) : من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ))

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال : أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه , غفرت ذنوبه وان كان فر من الزحف ))


وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( من قال حين يأوي إلي فراشه : أستغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر , وان كانت عدد ورق الشجر , وان كانت عدد رمل عالج , وان كانت عدد أيام الدنيا ))

وقـال رسول الله صلي الله عليه وسلم : سيد الاستغفار أن تقول : اللهم أنت ربي لا اله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك و أنا علي عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت )) من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة .


******************************


فضــــــــــــــــــل التسبيـــــــــــــــح


استفتح ربنا سبحانه وتعالي سبع سور من كتابه الكريم بالتسبيح , وكم من آيات التسبيح أنزلها في كتابه لنكون من المسبحين بحمده. فقال الله تعالي : ( تسبح له السموات السبع و الأرض ومن فيهن وأن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم أنه كان حليما غفورا )


وقال الله تعالي : وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضي ) طــه

وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم " كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن : سبحان الله وبحمده , سبحان الله العظيم


وقال النبي صلي الله عليه وسلم " أحب الكلام إلي الله تعالي أربع : سبحان الله , والحمد الله , ولا اله إلا الله , والله واكبر , لا يضرك بأيهن بدأت

وقال النبي صلي الله عليه وسلم : )) من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبرا الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال تمام المائة لا اله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو علي كل شي قدير غفرت خطاياه وأن كنت مثل زبد البحر ))

وقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( لأن أقول : سبحان الله والحمد الله ولا اله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما تطلع عليه الشمس ))

وقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( التسبيح نصف الميزان والحمد الله تملؤه , ولا اله إلا اله ليس لها دون الله حجاب حتي تخلص إليه ))


عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له )) رواه مسلم .
وقال تعالى ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) ، آية 33 الأنفال

وعن حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صل الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا، وإذا أساءوا استغفروا" ، أخرجه أحمد وابن ماجة وأبى يعلى . فيا من مزقه القلق ، وأضناه الهم ، وعذبه الحزن ، عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي، والدواء الكافي

وَعَنْ أَبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ لي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَلا أُخْبِرُكَ بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ؟ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْني بِأَحَبِّ الْكَلامِ إِلى اللهِ ، فَقَالَ إِنَّ أَحَبَّ الْكَلامِ إِلى اللهِ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ(( .

وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عَمرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم َ (( مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ في الْجَنَّةِ ))



******************************


أبــو يــاسـمــيـــن

gleem_center@yahoo.com

القرآن فوق الجميع

القرآن فوق الجميع

الكثيرون يعتبرون أن ما ورد من أحاديث فى كتب الصحاح هى تفسير محض للقرآن الكريم حتى يفهمه الناس وتصبح معانيه فى متناول يدهم وهم بذلك – أصحاب هذا الرأى يخالفون الواقع المكتوب فى كتب الصحاح لأنها لم ولن تكون تفسيرا محمديأ لكتاب الله العظيم بل هى آلاف من المرويات التى كتبت بعد قرنين من وفاة الرسول الخاتم (ص) ومعزوف أن بها أحاديث موضوعة وإسرائيليات ومرويات ذات سند ضعيف أو راو من غير الثقاة مما كان يستوجب أصلأ حذفها من كتب الصحاح لو أنصفوا .

وعلى هذا الأساس فإن ما يفهم من قول الله تعالى ( ونزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم) هو أن هذا التبيين معناه أن الرسول عندما يبلغ القرآن الكريم فإنه بذلك يثبت لأهل الكتاب صحة ما انزله الله على رسوليه موسى وعيسى (ص) من كتابى التوراة والإنجيل السماويين وأن المسلم المتدبر بعقل مفتوح فى القرآن الكريم سوف يجد فيه سهولة ويسرأ فى فهم آياته والوقوف عند معانيها لقوله تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) والجهاد الحقيقى فى زماننا هو جهاد البحث والتقصى والتدبر فى معانى القرآن من أجل الوصول لأسرارها وجواهرها المكنونة بالإضافة إلى الجهاد فى البحوث العلمية والمعملية من أجل مواكبة الحضارة والتقدم حتى لا نتحول إلى أمة عابدة فقط تقبع فى المساجد للتدبر والصلاة وتنسى أن العالم قد سبقها علميأ وحضاريأ بقرون طويلة .

لعل المتدبر لكتب الله تعالى يتفق معى أن القرآن كتاب أخلاق وقيم عظمى ومثل عليا قبل أى شىء ولعله --ذلك الباحث المتدبر-- أيضا يتفق معى أن المثل العليا والأخلاق والقيم العظيمة ليس لها علاقة بالزمان والمكان فالحب والتسامح والعدل وكرامة الإنسان وحقوقه والمساواة والحريات كلها مثل وخلق لا علاقة لها بالمكان ولا الزمان فالعدل منذ عشرة آلاف سنة له نفس مفهوم العدل الآن وبعد مليون سنة وكذلك الحرية والمساواة وكرامة الإنسان والتسامح والحب وغيرها .

ولا شك أن المعانى السامية السابقة وأكثر منها هى ما تدعوا له آيات القرآن العظيم لقد حسم الله النزاع فى حرية الدين والمعتقد حين قال(لا إكراه فى الدين)وحسم حرية اختيار الدين حين قال( ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وحصر سبحانه القدرة على الهداية له وحده حين قال( إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) وحصر القدرة على تأليف قلوب المؤمنين وجمعها على الهدى لله وحده حين قال( لو أنفقت ما فى الأرض جميعأ ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) وحصر سبب النصر له وحده سبحانه حين قال( وما رميت إذ وميت ولكن الله رمى) وحذر الرسول من إكراه الناس فى الدين حين قال( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ثم قال له ناهيأ عن الإصرار على هداية الرافضين للدين حين قال( فإن استطعت أن تبتغى نفقأ فى الأرض أو سلمأ فى السماء فتأتيهم بآية)وجعل الله التقوى هى أعلى درجات التقرب لله حين قال( وجعلناكم شعوبأ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) ومعروف أن التقوى هى الخوف من الله والتعامل مع الناس بحب ورحمة وصدق وعدل وعدم ترويعهم أو الاعتداء عليهم تحت أى مسمى وعدم سرقة ممتلكاتهم أو قبول الرشوة منهم أو الاعتداء على أعراضهم أو الإنقاص من شأنهم أو التقليل من كرامتهم أو احتقارهم أو الاستهانة بهم أو عدم إلقاء التحية عليهم أو عدم رد تحيتهم أو التحدث فيما يمس شرفهم أو كرامتهم أو أعراضهم أو الخوض فى كلام قبيح عنهم أو .. أو .. إلى أخر كل هذه الأخلاق الكريمة والقيم العظيمة التى فى مجملها تمثل المعنى الحقيقى لكلمة التقوى وهى مجموعة الأخلاق التى لا تختلف أبدأ من زمان إلى زمان أو من مكان إلى مكان 0لعلك تتفق معى –كذلك—أن القرآن لم ولن يكون كتاب علم من العلوم المتغيرة لأن كلام الله ثابت والعلوم الدنيوية كالطب والأحياء والفيزياء والكيمياء وغيرها كلها علوم متغيرة لا يمكن أن يحتويها القرآن الكريم وإلا فما قيمة عقل الإنسان لو أنزل الله نظرية علمية لكل مخترع كالطائرة والسيارة وسفينة ألفضاء والتلفزيون والكمبيوتر والراديو 0الخ 0 رغم أن القرآن العظيم قد دعا للتبحر فى تلك العلوم إلى أبعد الدرجات للوصول بالإنسان إلى أرقى درجات العلم فى مجموعة آيات كريمة نذكر منها ما يلى على سبيل المثال :
1- ( إنما يخشى الله من عباده العلماء) والعلماء هنا هم المفكرون والمبدعون والمخترعون والمنقبون فى ملكوت الله بحثاً عن الحقيقة .
2- (أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف بدأ الخلق ) هذه دعوة للبحث والتنقيب فى طبقات الأرض المختلفة ووضع النظريات الافتراضية عن كيفية بدأ الخلق على كوكب الأرض
3- ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) وهذه دعوة أخرى للبحث فى مستقبل الكرة الأرضية وهل يتناقص حجمها بالفعل أم أن التناقص يحدث لليابسة فقط
4- ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم * لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) وهى دعوة للبحث الجاد والدءوب فى علوم الفلك والكواكب والأجرام السماوية .
5- ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان ) نفس الدعوة السابقة ولكن أعمق .
6- ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً ) والمشيج هو خريطة الجينات الوراثية داخل الخلية الحية وهى دعوة للبحث فى علوم الجينات والهندسة الوراثية وأكرر دعوة للبحث وليست نظرية علمية .
7- ( يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق فى ظلمات ثلاث ) دعوة للبحث فى طب النساء والتوليد .
8- ( ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ) أعتبرها دعوة للبحث فى علوم الاتصالات السلكية واللاسلكية أو وصفاً لما سيتوصل إليه الإنسان من علوم الاتصالات المتطورة
9- ( مرج البحرين يلتقيان . بينهما برزخ لا يبغيان ) دعوة للتفكر والبحث العلمى فى المكونات الكيميائية المختلفة لكل بحر وأسباب عدم اختلاط المياه فيهما .
10- ( وكان عرشه على الماء ) دعوة كريمة من مالك الملك للبحث فى صفات الكرة الأرضية قبل أن يخلق الله الخلائق .
11- ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم ) وهى دعوة صريحة وواضحة لفهم الممارسة الجنسية بحيث يستفيد من متعتها الطرفان الرجل وزوجته دون انتهاك من حق احدهم لحساب الآخر .
12- ( ويسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ) وهى دعوة للبحث فى هذين المحرمين للوقوف على أسباب التحريم ولمعرفة فوائدهما وأخطارهما .
13- ( ومن الجبال جدد بيض وحمر وغرابيب سود ) دعوة صريحة للبحث فى تركيب الصخور وعمرها ونشأتها وصفاتها وما بها من معادن وفلزات مفيدة للتقدم البشرى وعلوم الحياة .
14- ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء فى المحيض ) وهى دعوة واضحة لهجر الجماع الجنسى أثناء الدورة الشهرية ( دم الحيض) لما يمكن أن تسببه من أمراض للرجل إذا غالط نفسه وجامع أثناءها .
15- ( و الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وأى طبيب يعرف أهمية هرمون البرولاكتين الذى يفرز بكثرة فى دماء الأم أثناء الرضاعة ويستمر مركزاً فى جسم الأم عشرات السنين وأهمية هذا الهرمون فى مقاومة سرطان الثدى والرحم والمبيض .

نعم القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان حتى يوم القيامة لأنه كتاب مثل عليا وأخلاق ومبادئ وقيم عظيمة حددها الله تعالى فيه ولم يكن كتابأ فى العلوم البحتة كما ذكرنا وإلا لكثرت الآراء والنظريات والشكوك ولو أنزل الله النظريات العلمية لكل مخترع فإن ذلك يضع العقل البشرى فى ثلاجة أبدية أما القرآن العظيم فلم ولن يوضع فى ثلاجة أبدية أبدأ لأنه يدعو للعدل والإحسان وصلة الرحم . ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى)

ويدعو للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
ولكن كيف يكون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر: (ادع على سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فى الأمر)
ونهى القرآن عن قتل النفس حين قال: ( من قتل نفسأ بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعأ ومن أحياها فكأنما أحي الناس جميعأ)

ودعا للتسامح والعفو: ( فليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو)

ويدعو لعدم الاعتداء على الآخرين: (ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين) ( ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ولئن صبرتم لهو خير للصابرين)

ولأصحاب الديانات الأخرى يقول : (لكم دينكم ولى دين)

كتاب ينظم العلاقة بين الإنسان وربه ويفرض عليه مجموعة من العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج ثم يعفى الله الكثيرين من عباده من أداء هذه الفرائض رحمة منه سبحانه فيسقط فريضة الحج عمن لا يستطيع إليها سبيلا لأى سبب من الأسباب كالفقر أو المرض (ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) ويسقط الصوم عمن لا يستطيعه ويفرض عليه فدية للفقراء( وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) فإن لم يستطع من شدة فقره سقطت عنه الفدية(لا يكلف الله نفسأ إلا ما آتاها) وتسقط الصلاة بشكلها المعروف عن العجزة والمرضى مرضا عضالأ (ليس على الأعمى حرج ولا على المريض حرج ولا على الأعرج حرج) ( وما جعل عليكم فى الدين من حرج) (لا يكلف الله نفسأ إلا وسعها) ( ورحمتى وسعت كل شىء) ويكتفى بالتسبيح والذكر والحمد والاستغفار

ويجعل ذكر الله وتسبيحه أعظم من أى عبادة أخرى ( وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد فى السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون) ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا )

ووصلت الدرجة أن يضرب الله المثل بالجمادات التى تسبح بحمده حتى يستيقظ الإنسان من غفوته: ( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شىء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) ( ويسبح الرعد بحمده)

بل ودعا لعدم الاستهزاء بأى مخلوق آخر من الحيوانات والدواب الأخرى:
( وما من دابة فى الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا فى الكتاب من شىء ثم إلى ربهم يحشرون)

ولأن التواصل بينك وبين خالقك سبحانه يجعلك مطمئنا فى كل أوقات حياتك(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)وتواصلك مع الله يجعلك خاشعأ مطمئنأ زاهدأ فى حطام الدنيا الفانى ولا تخشى الموت لأن نفسك تصبح مطمئنة: (يا أيتها النفس المطمئنة إرجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى)

القرآن الكريم يجعلك تهتم بأقل الأمور وأدناها وتهتم بأعظم الأمور حتى التحية التى قد لا يعيرها البعض إهتمامأ فإن الله يحاسبك عليها: ( وإذا حييتم بتحية فيحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شىء حسيبا)

القرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان لأنه جاء لإصلاح القلوب والأخلاق وتكريم الإنسان وتعظيم حريته وقيمته وجاء يلعن كل ظالم مستبد يقهر خلق الله أو يفرض عليهم شيئا بالجبروت والقسوة والظلم حتى لو كان يريد فرض دين الله بالقوة فهو أمر يرفضه الله تعالى وترفضه كل العقول السليمة لأن الإنسان سيحاسب أمام خالقه بناءأ على ما منح من حرية فكرية ودينية وحرية رأى وحرية تعبير وحرية اختيار وإذا حرم هذه الحريات أو بعضها فعلى أى شىء يحاسبه الله وعلى أى أساس , وتفقد الحياة قيمتها ومعناها ولذتها بمجرد أن تسلب من الإنسان حريته ورأيه وفكره وكرامته .

القرآن صالح لكل زمان ومكان لأنه يدعو للأخلاق فى أسمى معانيها وللمثل العليا فى أبهى صورها وللكرامة الإنسانية فى أدق وأعظم معانيها ا ولأن هذه المعانى الكبرى ثابتة ولا يمكن لمخلوق تغيير مفاهيمها فهى صالحة لكل زمان ومكان ولأن التشريعات التعبدية تسمو بروح الواحد منا إلى أعلى عليين وترتفع به إلى عالم الملائكة والأرواح فهى صالحة لكل زمان ومكان

أما عن قول البعض بتحويل القرآن الكريم إلى وثيقة تاريخية فهم واهمون لأنه كتاب الله العظيم وحبله المتين وصراطه المستقيم أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين ليكون هداية للناس أجمعين لمن أراد منهم أن يستقيم أو يتذكر فتنفعه الذكرى .

ولا يمكن أن ننكر أن القرآن به أجزاء من التاريخ القديم الذى حكى قصص السابقين من الأنبياء والمرسلين (ص) وما حدث بينهم وبين طغاة التاريخ مثل قصة إبراهيم والملك الكافر وموسى والفرعون الكافر وعيسى مع بنى إسرائيل وذى النون مع قومه وغيرهم .

كما حكى القرآن الكريم وقصصه الحق المبين حكى لنا عن قصة الرسول الخاتم(ص) مع كفار قريش وكفار الجزيرة العربية وكيف دعاهم ومدى استجابتهم لدعوته وقصة غزواته ضد الكارهين للإسلام المحاربين للمسلمين والمتربصين بهم الدوائر وكان لكل قصة ودعوة مواقف ودعوات وتشريعات وعلوم وثقافات وخلق لا يسع المجال هنا لتفصيلها فلم يكن القصص القرآنى تاريخأ للتأريخ فقط بل للعظة والعبرة وضرب الأمثلة وتنوير اللاحقين من المسلمين من أمثالنا بقصة الدعوة إلى دين الله تعالى وكيف عانى الرسول فى دعوته وتحمل الأعباء الجسام لنشر ونصر دين الله العظيم .


******************************


أبــو يــاسـمــيـــن

gleem_center@yahoo.com

نـعــيــب زمـانـنـا والعــيــب فـيــنـا * ومـا لــزمـانـنـا عــيــب سـوانا

ونـهـجــو ذا الــزمـان بغـيــر ذنــب *ولـو نـطـق الـزمـان لنا هجـانا

فـمـا سمعنـا ذئـب يأكـل لحم ذئب * ويـأكـل بـعــضـنا بـعـضـا عيـانا